تتشرف شبكة ضياء للمؤتمرات والدراسات بشراكة مع مختبر القيم والمجتمع والتنمية (جامعة ابن زهرـ المغرب) بدعوة الباحثين في الجامعات والمراكز العلمية إلى المشاركة بأوراق بحثية في الكتاب الجماعي الذي يشرفان على إعداده، بتعاون مع مختبرات بحثية عربية، في موضوع: “السياسات اللغوية في العالم العربي: الرؤى والبدائل”.
الورقة المرجعية:
في فترة “ما قبل الاستعمار”، تميز الوضع اللغوي في العالم العربي بالبساطة والتجانس العام. كانت اللغة العربية هي اللغة الوحيدة المهيمنة طوعا، إذ لم يكن أحد يماري في كونها اللغة القومية الموحدة. وكان جميع أبناء الأمة العربية يسعون لتعلمها وإتقان استعمالها. كانت لغة التعليم بلا منازع، لغة الثقافة والفكر والفن، لغة الإدارة والمعاملات التجارية والسياسية… والى جانبها ظلت تعيش وتتعايش ـ في تعددية لغوية انسيابية ـ ألسن أخرى يسميها البعض “لهجات محلية” تتفاوت نسبة استعمالها من قبل أصحابها من بلد لآخر. ولم يكن هذا الوضع ليشكل قطيعة أو يحدث تشنجا بين “لغة الأم” Mother Language و”لغة الأمة”(اللغة القومية) Native Language بالرغم من كون الأولى قد تكون أحيانا مختلفة عن الثانية ومن غير بناتها..
في الفترة “الاستعمارية” بدأ موقع اللغات الأجنبية ـ لغات المستعمرـ يتعزز شيئا فشيئا؛ عززتها في النفوس أولا قاعدة اتباع الناس “لنحلة الغالب” الخلدونية، ثم بعد ذلك أهميتها في تحصيل العلوم والمعارف التي جاءت بها القوى المستعمرة. فصارت اللغات الأجنبية ذات موقع اعتباري ومعرفي اعتبره البعض خطرا على اللغة القومية، بل وجعل تعلمها إضافة غير ذات شأن، أما تعلم تلك في نظر آخرين فيعد علامة من علامات الرقي الاجتماعي والنبوغ الفكري، والتقدم الحضاري .. لهذا هب العلماء والمناضلون من رجال الحركة الوطنية فأنشأوا مدارس وجعلوا اللغة العربية لغة التعليم سعيا منهم لإحداث توازن بين لغات هاجمة قوية بقوة حامليها ولغة قومية ينحصر مداها تبعا لانحصار حضارة أمتها، فكانت تلك المرحلة ـ لا ريب ـ بداية الإشكال اللغوي في البلدان العربية.
انطلاقا من مرحلة ما بعد الاستعمار، أصبح الواقع اللغوي في مجموعة من أنحاء العالم العربي معقدا ومركبا؛ فإلى جانب اللغة العربية، التي ما زال يشار في الدساتير إلى كونها “اللغة القومية/ الرسمية” للدولة، ترسخ دور اللغات الأجنبية واستقر موقعها في التعليم والإدارات وميادين المال والأعمال. إضافة إلى ألسن أخرى محلية بدأت رقعة استعمالها تتسع من مجال لآخر، وقوة اكتساحها تزداد من بلد لآخر حتى أضحت أكثر خطورة على “اللغة القومية” وأشد منافسة لها، وكثر الداعون لجعلها لغة التعليم الأولى.
في طيات هذه السطور القلائل اختزلنا واقعا لغويا مركبا ومتحركا وغير متجانس، واقعا يميل أكثر فأكثر نحو التعقيد والتنوع في تفاعل دائم مع التطورات الداخلية للشعوب والمتطلبات الخارجية للدول. مما أصبح يفرض على صناع القرار أن ينهجوا سياسات لغوية غالبا ما تمليها التوازنات الخارجية أكثر مما تستدعيها تطلعات شعوبها.
قد يتفق البعض أو يختلف مع هذا المنظور، لكننا نود من خلال هذه الأرضية أن نفسح المجال للمهتمين لمناقشة موضوع راهن له ارتباط وثيق بالتحولات التي يشهدها العالم العربي على مختلف الأصعدة، مؤكدين في ذات الوقت على أهمية اكتساب اللغات الأجنبية وضرورة الحفاظ على الموروث اللغوي المحلي للأقطار العربية في تعدديته وغناه. ونقترح على الباحثين أن تكون مضامين دراساتهم ومقالاتهم فضاء رحبا لمناقشة كل هذه القضايا في إطار الأسئلة المقترحة أدناه، وإن كان المجال مفتوحا لإضافة محاور أخرى من شأنها أن تثري الموضوع:
- ما مفهوم السياسة اللغوية؟ وكيف تطور؟
- هل توجد سياسة لغوية في البلدان العربية؟
- ما هي معالم السياسات اللغوية في العالم العربي؟
- ما نماذج تقييم السياسات اللغوية؟
- ما مدى تأثير السياسة اللغوية في النظم التعليمية العربية؟
- ما علاقة السياسات اللغوية بالبرامج التنموية بشريا واقتصاديا؟
- ما هو الموقع الذي يجب أن تشغله اللغات الأجنبية في المنظومات التعليمية العربية؟
- ما هي المستجدات التي طرأت على الواقع وأعادت قضية اللهجات إلى دائرة النقاش؟
- ما مدى تأثير السياسات اللغوية في العمق الحضاري والديني للبلدان العربية؟
- ما هي الأطراف الفاعلة والمؤثرة في السياسة اللغوية في البلدان العربية؟
- ما دور النخبة والصحافة والإعلام في تشكيل الواقع اللغوي في العالم العربي؟
- وكيف يكمن للسياسات اللغوية أن تسهم في تشكل الهوية الجمعية والتقريب بين المدركات الجماعية للشعوب العربية؟
شروط الأوراق البحثية :
- أن يَتَّسم البحثُ بالجِدَّة والأصالة والعمق والالتزام بالشروط الأكاديميّة المتبعة في الأبحاث العلميّة.
- ألا يكون البحث قد نُشر من قبلُ أو قُدِّم للنشر، أو نال به صاحبُه درجة علميّة.
- أن تكون عدد كلمات البحث بين 4000 و6000 كلمة.
- أن يعد الباحث مُلَخَّصا (300 كلمة) يتضمن فكرة البحث وأهدافه وعناصره.
- أن يقدَّم اسمُ المؤلف على عنوان الكتاب عند توثيق النصوص في الحواشي، وكذلك في ثبت المصادر والمراجع.
- أن تُثْبَثَ قائمةُ المصـادر والمراجع مستوفاةً في آخر البحث مرتبةً على حروف المعجم.
- ذكرُ خلاصة نتائج البحث .
- أن يكون حجم الخط في كتابة البحث (16)، وأما الحواشي فتكون بحجم (14) على نظام ويندوز بخط (Traditional Arabic).
- أن يرفق البـاحثُ مع بحثه سيرةً ذاتيةً له، وتُرسـل بالبريد الالكتروني.
- تخضع جميع الأوراق العلمية للتحكيم العلمي.
مواعيد مهمة:
- – آخر أجل لتسلُّم الملخصات مصحوبة بالسير الذاتية: 25 يونيو 2016.
- – يتم إخبار الباحثين بنتيجة التحكيم ابتداء من 30 يونيو 2016.
- – آخر أجل لتسلُّم الأوراق كاملة هو يوم 1 شتنبر 2016.
- – يتم إخبار أصحاب الأوراق المقدَّمة بالنتيجة النهائية ابتداء من 15 أكتوبر 2016.
التنسيق والإعداد:
- د. محمد الغازي عن مختبر القيم والمجتمع والتنمية (منسق ماستر اللسانيات والدراسات اللغوية المطبقة – عضو فاعل بمختبر القيم والمجتمع والتنمية – منسق فريق البحث في التفاعل اللغوي والسياسة اللغوية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة ابن زهر، أكادير، المغرب).
- د. زكرياء السرتي عن شبكة ضياء للمؤتمرات والدراسات، رئيس قسم تكامل العلوم – المركز الدولي للأبحاث والدراسات التربوية والعلمية.
المراسلات:
توجه المراسلات إلى البريد الإلكتروني التالي: studies.diae@gmail.com
طلب انضمام مختبر بحثي للمشروع / طلب مشاركة بورقة بحثية
(نموذج الاتصال)
اترك رد