د . ماهر الخليلي: رئيس قسم ضمان الجودة، كلية الكاظم، بغداد
من وجهة نظري هناك امور يجب الانتباه اليها في موضوع البحث العلمي ونشره في مجلات محكمة :
1) اهم شيء في البحوث العلمية تعلقها بالمشاكل الواقعية التي تواجه البلد سواءا البحوث التطبيقية العلمية او البحوث الانسانية ذات الطبيعة النظرية اذ لابد من توفر هذا الشرط كاساس لانجاز البحث العلمي الدقيق .
2) ان المجلات العربية في غالبيتها بعيدة عن دعم الباحث وتسويقه عربيا وعالميا وغالبا ما تكون البحوث لاسماء مكررة يضاف لها اعداد قليلة من الباحثين الجدد وحسب العلاقات والمحاملات .. اما منهجية العمل العلمي ومعايير النشر الحقيقي المتوفرة في المجلات العالمية لاتتوفر فيها …. طبعا هناك عدة اسباب منها دور القطاع العام في الدول العربية ومركزيته وضعف القطاع الخاص اقتصاديا ودوره الاضعف علميا.
3) دور التعليم هو تهيئة القدرات والمهارات في مختلف التخصصات للسوق المحلية ومنها البحوث العلمية التي يجب ان تكون مدعومة من مؤسسة او شركة او معمل او جامعة او مركز بحوث او منهاج دولة داعم للبحث العلمي بمعنى ان يكون الباحث متفرغ لايجاد حل لمشكلة بحثية.. وتكون اجوره واجور موجودة ومدعومة ومهيء له جميع ظروف النجاح ومن ثم يجري نشر البحث في مجلة علمية مؤثرة ويجري تسويقه عالميا ليكون ذا تاثير وقوة وتصنيف عالمي .
4) الباحثين الشباب الموهوبين والذين يمتلكون قدرات جيدة يقفزون بمهارتهم مباشرة الى العالمية ولايمرون بالسلسلة العربية .. والباحثين المنتمين الى الجامعات العربية والمراكز الباحثين يمرون بسلسة من المتاعب والمشاكل والبيروقراطية قبل ان يتمكنوا من الرقي العلمي بعد ان قتل طموحهم وقل نشاطهم وتجاوز سنهم حد العطاء الشبابي .
وعلى هذا الاساس فاني اطرح نقطتين هي خلاصة لتجربتين الماليزية والسنغافورية :
1) هناك دعم مبكر للقطاع الخاص في ماليزيا منذ الثمانينيات وبداية مشروع النهضة لرئيس الوزراء الماليزي الدكتور مهاتير محمد … اذ وضع مشروع (دائرة البحوث والتطوير ) التي يجب ان تكون موجودة في كل الوزارات والشركات والمصانع وتقدم تقارير وبحوث عن المشاكل الواقعية التي تعترض مسيرة تلك المؤسسة ويجري الاعداد حكوميا لمؤتمر دولي حول تلك المشكلة ثم ترفع توصيات الى الحكومة تكون بمثابة حلول للمشاكل ومنهاج عمل لتلك المؤسسة تلتزم بها ….. من اجل ذلك فهي دعوة الى الجامعات العربية والمؤسسات البحثية لان تكون داعمة للباحثين الشباب وتوفير كل الظروف لانجاح مشاريعهم البحثية بدءا من طرح المشكلة وانتهاءا بالنشر التسويقي العالمي .
2) تعد سنغافورة من الدول المتقدمة جدا في مجال البحث العلمي نتيجة الاهتمام الكبير بالتعليم ودعم السوق المحلية بالكفاءات والمهارات اللازمة لرفع كفاءة الانتاج ومن اجل ذلك .. لابد من ربط البحث العلمي بالسوق المحلية عربيا ورفع كفاءة المجلات العربية واعتماد المعايير العالمية وفقا لامكانات الباحثين الشباب .
اترك رد