نجاة ذويب: باحثة دكتوراه بكلية الآداب والعلوم الانسانية بالقيروان
نرمي من خلال هذه المقالة إلى الوقوف على معوقات النشر في المجلات العلمية المحكمة ساعين إلى ايجاد بعض السبل لتجاوزها. فكثيرا ما يعاني الباحث العربي من معضلة النشر في المجلات العلمية المحكمة فتعترضه معوقات تأخّر ذلك أو تحول دونه، منها ما هو في علاقة بالباحث ومنها ما هو في علاقة بالمجلّات العلميّة المحكمة والساهرين عليها.
فلازال الباحث العربي اليوم تعترضه صعوبات جمّة في عمليّة نشر الأبحاث في المجلاّت العلميّة المحكمة سواء تلك التي تشرف عليها المؤسسات الجامعيّة ومخابر البحث أو تلك التي هي ذات تمويل فردي، ومن بين هذه المعوقات كثرة متطلّبات قواعد النشر بهذه المجلاّت العلميّة وتأخر المجلات بالردّ على الباحث بنتيجة تحكيم بحثه وعدم تبرير رفض الأبحاث المقدّمة للنشر، وكذلك ساهم اعتماد بعض المجلّات على سياسة الرسوم في النشر في تنفير الباحث من التعامل مع هذا النوع من المجلاّت التي وإن كانت محكّمة فإنّها أحيانا تغلّب الجانب التجاري على الجانب العلمي. هذا إلى جانب تعقيد قبول البحث في المجلات المحكمة. ضف إلى ذلك تفشي ظاهرة النشر عن طريق التزكية والولاء وهو ما يخلّ بتكافؤ الفرص بين الباحثين، الأمر الذي ساهم في تدنّي المستوى العلمي في مختلف أقطار العالم العربي.
ومن المعوقات ما هو متّصل بالباحث العربي الذي يساهم بقسط كبير في هذه المعضلة التي يشكو منها ، فمن الباحثين من لا يلتزم بقواعد النشر التي تنصّ عليها هيئة التحرير في المجلة المعنية وهو ما يحيل دون النظر في بحثه المقدّم للنشر وعرضه على لجنة التحكيم. وكذلك يساهم اجترار نفس المحاور المطروحة التي لا تفضي إلى نتائج طريفة في تعطيل نشر البحث في المجلاّت العلمية المحكمة التي تنشد التميّز والجدّة والطرافة في الأبحاث…
ولتجاوز هذه المعضل التي يعاني منه كل الباحثين في العالم العربي، حاولنا هنا البحث عن بعض السبل علّها تكون سبيلا إلى تجاوز هذه المعضلة وتساهم في تحسين مستوى البحث العلمي في الأقطار العربيّة من ذلك:
-ضرورة التزام الباحث بقواعد النشر في المجلات المحكمة بما في ذلك احترام تخصص المجلة
-عدم التقدم بالنشر إلى أكثر من مجلة وبأكثر من لغة في الوقت نفسه.
-على الباحث احترام أخلاقيات البحث العلمي والضوابط العلمية المتبعة في الأبحاث العلمية والعمل على رفع مستوى الأبحاث المقدمة للنشر من خلال الابتعاد عن السطحيّة والعموميات وخلق الطرافة.
-ضرورة تسويق المجلات لنفسها حتى يتعرف إليها الباحث العربي في كل مكان.
-يتوجّب على الساهرين على هذه المجلات العلمية المحكمة الالتفات إلى أعمال الباحثين والتعامل معها بموضوعية والابتعاد عن اتباع سياسة النشر بالولاء والمحسوبية.
-التشجيع على البحوث الجماعيّة للتشجيع على التعاون بين الباحثين
-ضرورة الالتزام بالتحكيم العلمي الرصين في انتقاء المقالات المعروضة للنشر والابتعاد عن المعيار الذوقي والأهواء في اختيار الأعمال المقدمة للنشر.
اترك رد